صحفى إسرائيلى يكشف: شباب الإخوان استقبلونى فى «التحرير» وحضرت اجتماعات «الحرية والعدالة».. والحزب: محاولة لتشويههنا
أصدر محرر الشئون العربية فى صحيفة «إسرائيل اليوم» بوعاز بيسموت، كتاباً جديداً بعنوان «عابر كل الحدود»، يلقى فيه الضوء على رحلاته فى دول عربية وإسلامية، وتفاصيل لقاءاته المتعددة مع عدد من قيادات وأعضاء الإخوان فى مصر، أثناء الثورة وبعدها، كاشفاً عن الحفاوة التى استقبلوه بها والحماية التى وفروها له، والتسهيلات التى أعانوه بها، واتصالاته معهم، أثناء وجوده فى مصر وبميدان التحرير، ويوثق روايته بالصور.
ويشير «بيسموت» فى الفصل السابع من الكتاب الذى يقع فى 350 صفحة إلى الاستقبال المميز الذى حظى به فى ليبيا، وفى مصر، خاصة من جانب مقربين من الرئيس محمد مرسى، ويعرض مجموعة حوارات طويلة مع كبار قيادات الإخوان، منها لقاؤه مع الشيخ حسن البنا محيى الدين، الذى يصفه بأنه أحد قيادات الإخوان بمصر القديمة.
ويكشف «بيسموت» أنه زار مقر حزب الحرية والعدالة واجتمع هناك مع قيادات شابة للحزب، وهو الاجتماع الذى يعتز به كثيراً، ويؤكد أن قيادات الإخوان لم يعارضوا حضوره، ودافعوا عنه واستضافوه بميدان التحرير، وهى الخطوة التى لم يكن يتوقعها، كما عرض عدداً من الصور التى تؤكد مصداقيته، خاصة مع بعض المقربين من الرئيس محمد مرسى، وشيوخ الإخوان فى قلب الميدان.
ويشير «بيسموت» إلى أن كثيراً من الثوار الآخرين كانوا على عكس «الإخوان» تماماً، يرفضون أى تواصل مع إسرائيلى موجود فى التحرير، زاعمين، حسب قوله، أن إسرائيل تساعد النظام على قتل الثوار، والأهم من هذا أن اللجان الشعبية التى كانت تحاصر الميدان وقت الثورة كانت تحرص على معاينة بطاقات الهوية أو جوازات السفر الخاصة بالأجانب، الأمر الذى دفعه إلى الحذر الشديد من هذه الخطوة، إلا أن الإخوان كانوا يسهلون له فى كثير من المرات الدخول والتواصل مع الثوار.
وذكر «بيسموت» أن حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية، كشف له أن عدداً من قادة الإخوان أشادوا بالهجوم، مسايرةً للرأى العام، وهو أمر دفعه للاندهاش من موقفهم، ففى الوقت الذى يتبادلون معه صوراً تذكارية فى الميدان ويرحّبون بوجوده «سراً» بينهم، ينتقدون إسرائيل ويوجهون لها الهجمات حتى يكسبوا مزيداً من التعاطف الشعبى.
ولفت المؤلف الإسرائيلى إلى أن الإخوان لم يشاركوا رسمياً فى الثورة فى بدايتها، لكنهم دفعوا بعدد من نشطائهم إلى الميدان دعماً للثورة، أى إنهم أمسكوا بالحبل من المنتصف، ولم يكن وارداً أن ينفذوا عملاً يغضب نظام مبارك، ونزولهم الصريح إلى الميدان كان بعد تأكدهم من انهيار النظام السابق وأن وجوده فى السلطة بات فقط مسألة وقت.
ورصد بيسموت فى كتابه، عمليات الإهانة التى تعرض لها قيادات الإخوان، بسبب المواقف السياسية المائعة، مستشهداً بطرد القيادى محمد البلتاجى من ميدان التحرير، وتعرضه للإهانة على يد الثوار ممن وصفوه بـ«العميل»، فضلاً عن عدم قدرة المرشد حتى الآن على النزول إلى ميدان التحرير أو حتى كثير من المواقع العامة فى مصر لتخوفه من ردود فعل الناس ضده.
ويؤكد «بيسموت» أن السبب الوحيد وراء تفوق الإخوان هو مواصلتهم تقديم المساعدات للفقراء، وغرس ثقافة الاحتياج لدى المصريين، وهو ما يفسر وجودهم فى الكثير من المناطق والأحياء الشعبية وهو ما يؤدى إلى نجاحهم حتى الآن فى كسب شعبية كثير من المصريين.
من جانبه، نفى حزب الحرية والعدالة، ما قاله «بيسموت»، واعتبر محمد زيدان، المتحدث باسم الحزب لـ«الوطن»: «إن هذا يأتى فى إطار الحملة التى تقودها إسرائيل ضد الإخوان لتشويههم منذ بداية الثورة».